الف سوال وسوال
[/sizeلماذا تقتلون الحب ؟!
[size=29]الحب هبة من الله و هبها لنا ، فلماذا تقتلونه ؟ لماذا تقتلونه بالزنا ، و الزواج العرفي ، والعلاقات غير الشرعية ، تدعون بأن هذا هو الحـب الحقيقـي والصـادق ،
و أنا أقول لكم ملعون الحب إذا كانت هذه هي أهدافه و وسائله . الحب الآن أصبح مفهومه للكثيرين هو الخـوض فـي الحـرام حتـى نتمكـن مـن امتـلاك الحـب .
و البعض ـ و للأسف الشديد ـ حصر مفهوم الحب في العلاقة بين الرجل والمرأة ، وهـذا مفهوم قاصر لمعنى للحـب كـما هـي الوسائل والأغـراض ، و إن دلت على شئ فإنما تـدل على جهـل مطبق بمفهوم الحب السليـم والشرعـي ، ووسائلـه المباحـة .
فالصحيح أن إسلامنا و ديننا العظيم مبني على الحب ، و لكن أي نوع من أنواع الحب ؟ الحب الطاهر العفيف الذي يرقى بالإنسان ، و يسعـده فـي الدنيا و الآخـرة .
و كلنا يعرف ذلك الموقف النبوي الرائع : عندما سأل عمرو بن العاص النبي صلى الله عليه و سلم : من أحب الناس إليك ، قال صلى الله عليه و سلم : عائشة . سبحان الله ، و الله هذا الموقف هو من أروع مواقف الحب التاريخية ، و التي يجب تسجيلها بحبر من ذهب . فأنتم تلاحظون أن النبي قالها بكل صراحة و وضوح : عائشة ، دون خجل أو تردد ، و مم الخجل ؟ و مم التردد ؟ أليست زوجته ؟ أليس من حقه أن يحبها ، و إذا سأله أحد من أحب الناس إليك و كانت زوجته ، أليس من حقه أن يصرح بذلك ؟ بالطبع من حقه . و إن عجبت لشئ فإنما أعجب من ( بعض ) رجال هذه الأيام الذي يخجل أحدهم أن يظهر حبه لزوجته وهما وحدهما في المنزل ، و لا يستحي العاشق ( المخالف لأمر الله )أان يعلن الحب لعشيقته أمام الملأ ، أو حتى على شاشات التلفاز ! و الله إنه لشئ مخز ، و يبعث على الأسى و الحزن . و الله سبحانه و تعالى يقول : " إن الله لا يستحيي من الحق " أفتكونون أنتم خير من إلهكم ؟ !!!!! حاشا لله طبعا .
و إذا انتقلنا لأنواع الحب في الإسلام ، سنجد أن أي شخص من حقه أن يحب و إن اختلف المحبوب ، و اختلفت أسباب الحب . فالزوج يحب زوجته ، و العكـس صحيح .
و الأم تحب ابنتها و العكس صحيح كذلك إلخ . حتى إن المرأة يمكن أن تحب رجلا (ليس محرما لها ) لاتحبه إلا في الله ، و دليل ذلك حبنا نحن النساء لصحابة نبينا عليه الصلاة و السلام و هم رجال . والحب في الإسلام كذلك يكون بيـن نفـس الجنسيـن ،
و هذه الصورة تكون واضحة من العلاقة الأخوية التي تربط النساء ببعضهن ، و الرجال ببعضهم ، و هي علاقة الحب في الله . حتى العانس لها علاقات حب كثيرة ، و إن لم تكن متزوجة : فهي تحب الله ، و النبي صلى الله عليه و سلم ، و صحابتـه الكـرام ،
و تحب أمها ، و أباها ، و أخاها ، و أخواتها في الله أو الرحم . و هكذا نجد علاقات الحب في الإسلام متتعددة ، و تحوي الجميع : صغيرا و كبيرا فردا و جماع ، كما أن جميعها يصب في خدمة الإسلام . و يكفي بمن يرغب في معرفة فضائل هذه العلاقات أن يقرأ فـي فضـل صلـة الأرحام والأخوة في الله ، و وجـوب وفضـل بر الوالـدين ،
و طـاعة الـزوج .
و قبل الختام ، رأيت أنه من الضروري توضيح أمر مهم جدا فيما يخص قضية الحب ، ألا و هو و جوب أن يكون الله و رسوله أحب لجميع المسلمين و المسلمات مما سواهما ، و ذلك مصداق قول نبينا عليه الصلاة و السلام : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " . و قوله تعالى في سورة التوبة : " قل إن كان آباءكم و أبناءكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين " . ( الآية : 24 ) .
هذا و أود الإشارة في الختام أنني اقتصرت في هذه المقال على توضيح المعنى الحقيقي للحب و ذلك بين الأشخاص و حسب ، و لكن هذا لا يعن أنه لا توجد أنواع أخرى للحب ( بين الإنسان والمعاني الأخلاقية والإسلامية المختلفة كالجهـاد مثـلا ) .
ووفقنا الله وإياكم لما فيه خير الإسلام والأمة ]