كانت الادله تتوالي وان كان اقواها جلباب نبويه الذي تم العثور عليه في بيت سكينه وأكدت بعض النسوة من صديقات نبويه ان الجلباب يخصها ولقد اعترفت سكينه بانه جلباب نبوية ولكنها قالت ان العرف السائد بين النساء في الحي هو ان يتبادلن الجلاليب وانها اعطت نبويه جلبابا واخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت سكينه نجحت سكينه كثيرا في مراوغه المباحث لكن ريا اختصرت الطريق واثرت الاعتراف مبكرا قالت ريا في بدايه اعترافها انها امرأة ساذجة وان الرجال كنوا ياتون الي حجرتها بالنساء اثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وانها لم تحضر سوي عمليه قتل واحدة وانفردت النيابه باكبر شاهدة اثبات في القضيه بديعه بنت ريا التي طلبت الحصول علي الامان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها سكينه وزوجها وبالفعل طمأنوها فاعترفت بوقائع استدراج النساء الي بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن ورغم الاعترافات الكامله لبديعه الا انها حاولت ان تخفف من دور امها ريا ولو علي حساب خالتها سكينه بينما كانت سكينه حينما تعترف بشكل نهائي تخفف من دور زوجها ثم تعلن امام وكيل النيابه انها غارقه في حبه وتطلب ان يعذروها بعد ان علمت سكينه ان ريا اعترفت في مواجهة بينهما امام النيابه قالت سكينه ان ريا هي اختها الكبيرة وتعلم اكثر منها بشؤون الحياه وانها ستعترف مثلها بكل شئ وجاءت اعترافات سكينه كالقنبله المدويه قالت في اعترافاتها لما اختي ريا عزلت للبيت المشؤم في شارع علي بك الكبير وانا عزلت في شارع ماكوريس جاءتني ريا تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمه وطلبت ريا ان اذهب معها الي بيتها اعتذرت لعدم قدرتي علي المشي لكن ريا شجعتني لغاية ما قمت معها..واحنا ماشيين لقيتها بتحكيلي عن جارتنا هانم اللي اشترت كام حته ذهب قلت لها (وماله دي غلبانه) قالت لي(لا..لازم نز علوها ام دم تقيل دي) ولما وصلنا بيت ريا لقيت هناك زوجي عبدالعال وحسب الله زوج ريا وعرابي وعبد الرازق الغرفه كانت مظلمه وكنت هصرخ لما شفت جثة هانم وهي ميته وعينيها مفتوحية تحت الدكه الرجاله كانوا بيحفروا تحت الصندرة ولما شعروا اني خايفه قالوا لي احنا اربعه وبرة في ثمانيه واذا اتكلمت هيعملوا فيا زي هانم !..كنت خايفه قوي لكني قلت لنفسي وانا مالي طالما الحاجه دي محصلتش في بيتي وبعد ما دفنوا الجثه اعطوني ثلاثه جنيهات رحت عالجت بيهم رجلي ودفعت اجرة الحلاق اللي فتحلي الخراج بس وانا راجعه قلت لنفسي انهم كدة معايا علشان ابقي شريكه لهم ويضمنوا اني مافتحش بقي وتروي سكينه في باقي اعترافاتها قصه قتل 17 سيدة وفتاة لكنها تؤكد ان اختها ريا هي التي ورطتها في المرة الاولي مقابل ثلاثه جنيهات وبعد ذلك كانت تحصل علي نصيبها من كل جريمه دون ان تملك الاعتراض خوفا من ان يقتلها عبدالعال ورجاله!
وتتوالي اعترافات المتهمين عبدالعال الشاب الذي بدا حياته في ظروف لا دخل لارادته فيها طلب منه اهله ان يتزوج ارمله اخيه فلم يعترض ولم يدري انه سيتزوج اكبر سفاحه نساء في تاريخ الجريمه وحسب الله الشاب الذي ارتمي في احضان سكينه اربع سنوات بعيدا عن امه التي تحضر فجأة للسؤال عن ابنها الجاحد فتكتشف انه تزوج من سكينه وتلتقي بها ام حسب الله فتبكي الام وتطلب من ابنها ان يطلق هذة السيدة فورا لكن حسب الله يجرفه تيار الحب الي سكينه ثم تجرفه سكينه الي حبل المشنقه ليتذكر وهو امام عشماوي انه لو استجاب لنصيحه امه لكانت الحياة من نصيبه حتي يلقي ربه برضاء الوالدين وليس بفضيحه مدويه كانت وراء كل متهم حكايه ووراء كل قتيله مأساة
مرافعة رئيس النيابة تنهي حياة السفاحين
ووضعت النيابه يدها علي كافه التفاصيل ليقدم رئيس النيابه مرافعه رائعه في جلسه المحاكمه التي انعقدت يوم 10 مايو عام 1921 وكان حضور المحاكمه بتذاكر خاصه اما الجمهور العادي الذي كان يزدحم بشده لمشاهده المتهمين في القفص فكان يقف خلف حواجز خشبيه وقال رئيس النيابه في مرافعته التاريخيه :
هذة الجريمه من افظع الجرائم وهي اول جريمه من نوعها حتي أن الجمهور الذي حضرها كان يريد تمزيق المتهمين إربا قبل وصولهم الي القضاء هذة العصابه تكونت منذ حوالي ثلاث سنوات وقد نزح المتهمون من الصعيد الي بني سويف ثم الي كفر الزيات وكانت سكينه من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها وكان زوجها في كفر الزيات يدعي انه يشتغل في القطن لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات بعد ذلك سافر المتهمان حسب الله وعبدالعال واتفقت سكينه وريا علي فتح بيوت للهوي وكان كل من يتعرض لهما يتصدي له عرابي الذي كان يحميهما وكان عبدالرازق مثله كمثل عرابي يحمي البيت اللي في حارة النجاة وثبت من التحقيقات ان عرابي هو الذي اشار علي ريا بفتح بيت شارع علي بك الكبير اما عن موضوع القضيه فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ عنها وكانت تلك طريقه عقيمه لان التحريات والتحقيقات كانت ناقصه مع ان البلاغات كانت تحال الي النيابه وتامر الادارة بالبحث والتحري عن الغائبات الي ان ظهرت الجثه فعدلت الداخليه طريقه التحقيق عمن يبلغ عنها واخر من غابت من النساءكانت فردوس يوم 12نوفمبر وحصل التبليغ عنها يوم 15نوفمبر واثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان احد الناس وهو المدعو مرسي وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل ريا فعثر علي جثه بني ادم فاخبر خاله الذي ابلغ البوليس وذهب البوليس الي منزل ريا للاشتباه لانها كانت تبخر منزلها لكن الرائحه الكريهه تغلبت علي البخور فكبس البوليس علي المنزل وسالت ريا فكانت اول كلمه قالتها ان عرابي حسان هو القاتل بعد ان ارشدت عن الجثث وتم العثور علي ثلاث جثث واتهمت ريا احمد الجدر وقالت ان عديله كانت تقود النساء للمنزل واتضح غير ذلك وان عديله لم تذهب الي بيت ريا الا مرة واحدة وان اتهامها في غير محله واعترفت سكينه ايضا اعترافا اوضح من اعتراف ريا ثم احضر حسب الله وعبدالعال وامامهما قالت ريا وسكينه نحن اعترفنا فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها أي شائبه وعندما بدا رئيس النيابه يتحدث عن المتهمه امينه بنت منصور قالت امينه انا مظلومه فصاحت فيها سكينه من داخل قفص الاتهام ازاي مظلومه وفي جثه مدفونه في بيتك دي انتي اصل كل شئ من الاول ويستطرد رئيس النيابه ليصل الي ذروة الاثارة في مرافعته حينما يقول :ان النيابه تطلب الحكم بالاعدام علي المتهمين السبعه الاول بمن فيهم (الحرمتين)ريا وسكينه لان الاسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالاعدام علي النسوة قد زالت وهي ان الاعدام كان يتم خارج السجن..اما الان فالاعدام يتم داخل السجن ..وتطلب النيابه معاقبه المتهمين الثاني والتاسع بالاشغال الشاقه المؤبدة ومعاقبه الصائغ بالحبس ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراى محكمة الإسكندرية الأهلية فى يوم
الأثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339).
رئيس المحكمة
مــــلاحــظـــــــــة
هذه القضية قيدت بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن فى 30 أكتوبر سنة 1921 .
ونفذ حكم الإعدام داخل الإسكندرية فى 21 و 22 ديسمبر سنة1921