كلاي بطل بالضربة القاضية
محمد علي كلاي واحد من أشهر الملاكمين العالميين حقق العديد من الإنجازات على مدار تاريخه الرياضي الحافل والذي أتت ابنته ليلى لتكمل فيه مسيرة والدها محققة عدد من الإنجازات بدورها، اسمه السابق قبل إعلان إسلامه "كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور"، تمكن كلاي من الفوز ببطولة العالم ثلاث مرات وذلك على مدار عشرين عاماً قضاها بطلاً على حلبة الملاكمة، فهو كما عرف عنه " يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة".
ولم يكن لكلاي مساهماته الفعالة في المجال الرياضي فقط، بل كانت له العديد من المساهمات في مجال السلام هذا الأمر الذي استحق عنه التكريم في عدد من المناسبات.
البداية
ولد كلاي في السابع عشر من يناير عام 1942م بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية، عشق رياضة الملاكمة الأمر الذي جعله يبذل بها مجهود كبير في التدريب وأصبح محترفاً في عام 1960، وهو في الثامنة عشر من عمره، واستطاع أن يحقق لبلاده الميدالية الذهبية في دورة روما للألعاب الأولمبية في عام 1960، ليبدأ من هذا النصر مشوار رياضي طويل حصد فيه العديد من الإنجازات والبطولات.
مشواره الرياضي
اقتحم كلاي عالم الملاكمة بقوة فأصبح يحرز الانتصارات المتوالية، ففي 25 فبراير 1964 تمكن من تحقيق الفوز على الملاكم سوني ليستون وكان حينها في الثانية والعشرين من عمره فانتزع منه بطولة العالم في الوزن الثقيل، ليحتل بعد هذا الفوز مركزاً متقدماً في عالم الملاكمة فبدأ نجمه يسطع ويتألق ويلفت أنظار الكثيرين إليه، بل لقد اعتبره الشباب الأمريكي بطلاً لهم سواء كانوا بيضاً أو سوداً، وكان فوزه هو الأمر الذي فاجأ العالم به للمرة الأولي وبعد هذا الانتصار جاء قراره بإعلان إسلامه ليصبح المفاجأة الثانية للعالم أجمع، ويصبح هذا القرار أعظم الإنجازات التي حققها كلاي ليصبح اسمه الجديد محمد علي كلاي ومحتفظاً بلقبه الأخير"كلاي"، ومما ساعده في اتخاذ هذا القرار أحد الدعاة المسلمين بأمريكا.
في عام 1967 وبعد أن حقق كلاي العديد من الإنجازات تم سحب اللقب منه وتغريمه 10 ألاف دولار وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وذلك نتيجة لرفضه التجنيد في جيش الولايات المتحدة اعتراضاً منه على الحرب التي جرت ضد فيتنام، بعد عودته مرة أخرى إلى حلبة الملاكمة خاض مباراة هامة في عام 1970 وكانت ضد الملاكم الشهير فريزر تلك المباراة التي وصفت بأنها مباراة القرن، وكانت من ثلاث جولات فاز كلاي باثنين منها، فتمكن كلاي بعد فترة التوقف التي تعرض لها من أن يستعيد لقبه مرة أخرى كبطل للعالم في الوزن الثقيل، وفوز أخر حققه كلاي وذلك في عام 1974 عندما قام بهزيمة فورمان ليصعد إلى قمة الملاكمة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية والعالم كله.
دخل كلاي إلى العديد من المنافسات والمباريات والتي حقق فيها الكثير من الإنجازات حصل على لقب بطل اتحاد شمال أمريكا للأعوام 1970، 73، 74، وأصبح بطل العالم في الوزن الثقيل عام 1964، 1967، 1978م، قام محمد علي كلاي بلعب 61 مباراة فاز بـ 56 منهم 37 بالضربة القاضية، وخسر خمس مباريات فقط.
بعيداً عن الملاكمة
كلاي مع ابنته ليلى
تزوج كلاي أربع مرات ولديه من الأبناء سبعة بنات وولدين، وتعد ليلى هي الابنة الأشهر بين أبناء كلاي، حيث قررت أن تتبع نفس النهج الذي سلكه والدها فأصبحت هي الأخرى ملاكمة شهيرة ولها رصيدها الخاص من الإنجازات.
قام كلاي باعتزال حلبة الملاكمة في عام 1980م، وبعد ذلك جاءت إصابته بمرض الشلل الرعاش عام 1983، وكانت أخر مشاركاته الخاصة بالمجال الرياضي هي قيامه بإشعال الشعلة الأولمبية بأطلنطا عام 1996م.
ذهب كلاي لأداء فريضة الحج وهو في الثالثة والستين من عمره، وذلك أثناء زيارة له للمملكة العربية السعودية.
كانت لكلاي العديد من المشاركات في مجال السلام، فكان واحداً من أبرز السفراء في مجال السلام، والحرية، والتفاهم الدولي حيث تمكن من الاستفادة من شعبيته في الملاكمة من أجل تحقيق تقدم في قضية السلام.
كانت ومازلت لكلاي جهوده المتميزة في مجال السلام حيث سافر إلى عدد من البلدان مثل كوبا وكوريا الشمالية وقام بتقديم المساعدات الطبية وغيرها، فكانت له العديد من الأعمال الخيرية التي قدمها للأطفال والفقراء، فزار العديد من البلدان مثل المغرب، وأندونيسيا، والمكسيك هذا بالإضافة للمساعدات التي قدمها للفقراء الأمريكان المنحدرين من أصول إفريقية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
التكريم
تم تكريمه في العديد من المناسبات نذكر منها تكريمه من قبل البيت الأبيض حيث تم تقليده وسام الحرية الرئاسي، وقام الرئيس بوش بإطلاق لقب "رجل السلام " عليه.
كما قامت الجمعية الألمانية للأمم المتحدة بمنحه ميدالية "أوتو هان" الذهبية للسلام والتي يتم منحها للمتميزين في خدمة السلام، وذلك كنوع من التكريم له على عمله واجتهاده في حركة الحقوق المدنية للمواطنين السود بالولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة لجهوده كسفير متجول للأمم المتحدة وذلك في عام 2005.
كما تم منحه لقب " رياضي القرن" من هيئة الإذاعة البريطانية عام 1999م، وحصل على نوع أخر من التكريم عندما تم تنفيذ قصة حياته في شكل عمل سينمائي قام ببطولته الممثل الأمريكي الشهير "ويل سميث" وكان هذا الفيلم بعنوان " علي".