غيرة النساء.. طبيعة أنثوية أم مرض؟
الغيرة لدى النساء أمر شائع ومعروف، وهناك من ينتقد المرأة من هذا الباب نقداً قد يحمِّلها
فوق طاقتها وفوق فطرتها. لكن هل الغيرة موجودة عند المرأة فقط، بمعنى: هل الرجل لا يشارك المرأة في هذا الأمر؟ وهل يمكن التخفيف من آثار وعواقب الغيرة؟ وما هي الأسباب الرئيسة الدافعة للغيرة، وكيف عالج الإسلام هذه الأسباب؟ وهل الغيرة مرض نفسي أم طبيعة في المرأة؟
الغيرة حالة إحساس بعدم الأمان، وهي دليل
على الحب، وهي عبارة عن نار تشتعل في القلب، وتتفاوت الغيرة في الحدة بين امرأة وأخرى،
فعند بعض النساء تكون الغيرة معتدلة ومقبولة ومعقولة، وعند البعض الآخر تكون زائدة وغير
طبيعية، وتسبب مشكلات أسرية واجتماعية ومهنية كثيرة.
والغيرة حالة من الضعف تحتاج فيها المرأة إلى الاحتواء، ولذلك فإن من الأخطاء الشائعة التي
يقوم بها الرجل عندما يلمس غيرة زوجته أنه يحاول تهدئتها بمدح كاذب أو تسويغ غير مقنع،
مما يزيد الغيرة اشتعالاً، أو يتهمها بأنها لا تثق بنفسها أو بقلة العقل.
وهناك من الرجال من يثير غيرة زوجته من باب المزاح أو الاستفزاز أو محاولة استشفاف مدى حبها له، وقد يحدث أحياناً أن يقارنها بممثلةأو مذيعة دون أدنى معرفة بما يتركه ذلك من أثر في قلبها. فبعض النساء يتقبلن ذلك بقليل من الحساسية وبالصمت وهن كارهات، والبعض الآخر لا يتقبلن الأمر، ويدخلن في نوبات من الثورة والغضب وفقدان الأعصاب.
ولذلك فعلى كل رجل أن يعمل على امتصاص ردود فعل زوجته التي يشعر فيها بدرجة من الغيرة، وأن يبتعد عن مقارنتها بغيرها، أو مدح امرأة أخرى أمامها بطريقة مبالغ فيها، أو الاهتمام بأي امرأة أخرى أكثر من زوجته وأمامها، فهي قد تصمت، لكنها غير راضية، وستنفجر معترضة في لحظة معينة.
غيرة محمودة وغيرة مذمومة
هناك غيرة محمودة،
كالغيرة إذا انتُهكت محارم الله عز وجل، فالمرء حينما تُنتهك محارم الله يغضب وغضبه هذا أمر محمود سببه إيمان هذا الشخص.
ومن الغيرة المحمودة أيضاً: الغيرة على العرض، فالرجل لا يرضى في أهله الفحش وهو أمر
يبغضه الله عز وجل، وهذه غيرة يحبها الله عز وجل.
وهناك غيرة مذمومة، سببها أمر يبغضه الله عز وجل، ومثال ذلك: الغيرة الزائدة من الرجل
على أهله بدون ريبة، حتى يصل به الأمر لأن يتجسس عليهم ويتهمهم
بالخيانة من غير تصرفات توجب هذا الشك.
وهناك غيرة طبيعية (لا مذمومة ولا محمودة) وهي التي لا تؤدي لأمر يحبه الله ولا أمر يبغضه،
وهذه كغيرة المرأة على زوجها الغيرة المعتدلة، التي لا ينتج عنها آثار ضارة. ولكن من الناس من لديه حساسية زائدة في تتبع زوجته أو أخته دون وجود ريبة أو تصرفات تشير إلى وجود خلل معين، وهناك أخطاء كثيرة تحصل في هذا المجال وتسبب مشاكل كثيرة.
ليست مرضاً ولا انحرافاً
الغيرة شعور طبيعي عند الإنسان، وهي كالحب والبغض والألم والغضب وغيرها من المشاعر الطبيعية. لذا فالغيرة لا تُعدّ مرضاً، وليست انحرافاً نفسياً نتهم به الرجل أو نتهم به المرأة. وما دامت الغيرة لم تخرج من وضعها الطبيعي فهي صفة موجودة عند الرجال وعند النساء. وتختلف الغيرة باختلاف مسبباتها، ويختلف وصفها بالمدح أو الذم تبعاً لذلك.
والغيرة ليست محصورة على المرأة، فالرجل أيضاً يغار، وغيرته تتنوع، فهي ليست على امرأته فقط، فقد تكون من زملائه وأقاربه ومنافسيه، بل ومن أولاده إذا زادت عناية أمهم بهم على حسابه. وأهم نوع من غيرة الرجل عندما يغار على زوجته من الرجال الآخرين، ولا يرغب في أي تصرف يشعره بأنه ربما زاحمه رجل على امرأته، ليس على امرأته، بل في خاطر وشعور امرأته من الداخل.
وعلاج الغيره:
عليهما أيضاً عدم الاندفاع بلا رَوِيّة ولا تعقُّل؛ والتحرّي خيرٌ من الاندفاع وسوء الظن.وعليهما كذلك الابتعاد عن كلّ سبب مباشر قد يشعل الغيرة المذمومة في نفس الطرف الآخر، كأن تتصرَّف بعض التصرُّفات التي تثير الشك والظنون.
وعلى الزوج أن يثني على زوجته، ويرفع معنوياتها، ويشعرها دائماً بأنَّ لديها صفات جميلة ليست موجودة عند غيرها، وان يبتعد عن
اسباب الغيره من باب اولى بدلا من الشكوى من غيرتها
الغيرة الإيجابية
الغيرة حالة فطرية وعادة غير مكتسبة، لا يُستثنى منها أحد من بني البشر، وهي موجودة في كل بيت، وفي كل أسرة، وفي كل أماكن
العمل. فالغيرة بين الإخوة أمر طيب، فكلما وُجدت بينهم زاد حبهم لبعضهم البعض، والغيرة بين الرجال مجرد منافسة لا غير، أما الغيرة بين النساء فمن النادر جداً أن تكون إيجابية أو تقتصر على المنافسة، وغالباً ما تكون لها آثار سلبية.
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أكد لنا أن الغيرة موجودة، بل قال أكثر من ذلك؛ إذ أكد في الحديث الشريف: "إن الله يغار والمؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله".
والغيرة في موضعها مظهر من مظاهر الرجولة الحقيقية، و فيها صيانة للأعراض، وحفظ للحُرُمات، وتعظيم لشعائر الله وحفظ لحدوده، وهي مؤشر على قوة الإيمان ورسوخه في القلب،
ولذلك لا عجب أن ينتشر التحلل والتبرج والتهتك والفجور في أنحاء العالم الغربي وما يشابهه من المجتمعات؛ لضعف معاني الغيرة أو فقدانها.
الغيرة لدى النساء أمر شائع ومعروف، وهناك من ينتقد المرأة من هذا الباب نقداً قد يحمِّلها
فوق طاقتها وفوق فطرتها. لكن هل الغيرة موجودة عند المرأة فقط، بمعنى: هل الرجل لا يشارك المرأة في هذا الأمر؟ وهل يمكن التخفيف من آثار وعواقب الغيرة؟ وما هي الأسباب الرئيسة الدافعة للغيرة، وكيف عالج الإسلام هذه الأسباب؟ وهل الغيرة مرض نفسي أم طبيعة في المرأة؟
الغيرة حالة إحساس بعدم الأمان، وهي دليل
على الحب، وهي عبارة عن نار تشتعل في القلب، وتتفاوت الغيرة في الحدة بين امرأة وأخرى،
فعند بعض النساء تكون الغيرة معتدلة ومقبولة ومعقولة، وعند البعض الآخر تكون زائدة وغير
طبيعية، وتسبب مشكلات أسرية واجتماعية ومهنية كثيرة.
والغيرة حالة من الضعف تحتاج فيها المرأة إلى الاحتواء، ولذلك فإن من الأخطاء الشائعة التي
يقوم بها الرجل عندما يلمس غيرة زوجته أنه يحاول تهدئتها بمدح كاذب أو تسويغ غير مقنع،
مما يزيد الغيرة اشتعالاً، أو يتهمها بأنها لا تثق بنفسها أو بقلة العقل.
وهناك من الرجال من يثير غيرة زوجته من باب المزاح أو الاستفزاز أو محاولة استشفاف مدى حبها له، وقد يحدث أحياناً أن يقارنها بممثلةأو مذيعة دون أدنى معرفة بما يتركه ذلك من أثر في قلبها. فبعض النساء يتقبلن ذلك بقليل من الحساسية وبالصمت وهن كارهات، والبعض الآخر لا يتقبلن الأمر، ويدخلن في نوبات من الثورة والغضب وفقدان الأعصاب.
ولذلك فعلى كل رجل أن يعمل على امتصاص ردود فعل زوجته التي يشعر فيها بدرجة من الغيرة، وأن يبتعد عن مقارنتها بغيرها، أو مدح امرأة أخرى أمامها بطريقة مبالغ فيها، أو الاهتمام بأي امرأة أخرى أكثر من زوجته وأمامها، فهي قد تصمت، لكنها غير راضية، وستنفجر معترضة في لحظة معينة.
غيرة محمودة وغيرة مذمومة
هناك غيرة محمودة،
كالغيرة إذا انتُهكت محارم الله عز وجل، فالمرء حينما تُنتهك محارم الله يغضب وغضبه هذا أمر محمود سببه إيمان هذا الشخص.
ومن الغيرة المحمودة أيضاً: الغيرة على العرض، فالرجل لا يرضى في أهله الفحش وهو أمر
يبغضه الله عز وجل، وهذه غيرة يحبها الله عز وجل.
وهناك غيرة مذمومة، سببها أمر يبغضه الله عز وجل، ومثال ذلك: الغيرة الزائدة من الرجل
على أهله بدون ريبة، حتى يصل به الأمر لأن يتجسس عليهم ويتهمهم
بالخيانة من غير تصرفات توجب هذا الشك.
وهناك غيرة طبيعية (لا مذمومة ولا محمودة) وهي التي لا تؤدي لأمر يحبه الله ولا أمر يبغضه،
وهذه كغيرة المرأة على زوجها الغيرة المعتدلة، التي لا ينتج عنها آثار ضارة. ولكن من الناس من لديه حساسية زائدة في تتبع زوجته أو أخته دون وجود ريبة أو تصرفات تشير إلى وجود خلل معين، وهناك أخطاء كثيرة تحصل في هذا المجال وتسبب مشاكل كثيرة.
ليست مرضاً ولا انحرافاً
الغيرة شعور طبيعي عند الإنسان، وهي كالحب والبغض والألم والغضب وغيرها من المشاعر الطبيعية. لذا فالغيرة لا تُعدّ مرضاً، وليست انحرافاً نفسياً نتهم به الرجل أو نتهم به المرأة. وما دامت الغيرة لم تخرج من وضعها الطبيعي فهي صفة موجودة عند الرجال وعند النساء. وتختلف الغيرة باختلاف مسبباتها، ويختلف وصفها بالمدح أو الذم تبعاً لذلك.
والغيرة ليست محصورة على المرأة، فالرجل أيضاً يغار، وغيرته تتنوع، فهي ليست على امرأته فقط، فقد تكون من زملائه وأقاربه ومنافسيه، بل ومن أولاده إذا زادت عناية أمهم بهم على حسابه. وأهم نوع من غيرة الرجل عندما يغار على زوجته من الرجال الآخرين، ولا يرغب في أي تصرف يشعره بأنه ربما زاحمه رجل على امرأته، ليس على امرأته، بل في خاطر وشعور امرأته من الداخل.
وعلاج الغيره:
عليهما أيضاً عدم الاندفاع بلا رَوِيّة ولا تعقُّل؛ والتحرّي خيرٌ من الاندفاع وسوء الظن.وعليهما كذلك الابتعاد عن كلّ سبب مباشر قد يشعل الغيرة المذمومة في نفس الطرف الآخر، كأن تتصرَّف بعض التصرُّفات التي تثير الشك والظنون.
وعلى الزوج أن يثني على زوجته، ويرفع معنوياتها، ويشعرها دائماً بأنَّ لديها صفات جميلة ليست موجودة عند غيرها، وان يبتعد عن
اسباب الغيره من باب اولى بدلا من الشكوى من غيرتها
الغيرة الإيجابية
الغيرة حالة فطرية وعادة غير مكتسبة، لا يُستثنى منها أحد من بني البشر، وهي موجودة في كل بيت، وفي كل أسرة، وفي كل أماكن
العمل. فالغيرة بين الإخوة أمر طيب، فكلما وُجدت بينهم زاد حبهم لبعضهم البعض، والغيرة بين الرجال مجرد منافسة لا غير، أما الغيرة بين النساء فمن النادر جداً أن تكون إيجابية أو تقتصر على المنافسة، وغالباً ما تكون لها آثار سلبية.
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أكد لنا أن الغيرة موجودة، بل قال أكثر من ذلك؛ إذ أكد في الحديث الشريف: "إن الله يغار والمؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله".
والغيرة في موضعها مظهر من مظاهر الرجولة الحقيقية، و فيها صيانة للأعراض، وحفظ للحُرُمات، وتعظيم لشعائر الله وحفظ لحدوده، وهي مؤشر على قوة الإيمان ورسوخه في القلب،
ولذلك لا عجب أن ينتشر التحلل والتبرج والتهتك والفجور في أنحاء العالم الغربي وما يشابهه من المجتمعات؛ لضعف معاني الغيرة أو فقدانها.