بسم الله الرحمن الرحيم
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وبعد :
من الأمور التي تؤلم القلب وتحزنه الحالة التي وصل إليها الشباب خاصة والمسلمون عامة وذلك بسبب البعد الواضح عن كتاب الله وسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فأصبح في هذا الزمان موازين مقلوبة واستحداثات عجيبة كيف لا ونحن نرى الشباب في الجامعات على ما هم عليه من المنكرات العظيمة ......... استغفر الله واتوب إليه اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون نعم هم لا يعلمون خطورة ماهم عليه فأصبح الواحد منهم عندما يرى مثلا شابا يمشي مع فتاة يقول ( ياليتني كنت معهم ) وعندما يسمع بأن رفقاءه خرجوا إلى مكان فيه منكرات
يقول ( ياليتني كنت معهم ) فأصبحت هذه الكلمة تفيد الندم على تضييع فرصة فيها معاصي ...
إنا لله وإنا إليه راجعون والسؤال : من هم الذين يستحقون أن يقال في حقهم ( ياليتني كنت معهم ) ؟
إن جيلا فريدا مميزا كجيل الصحابة بالفعل يستحق أن يكون مثلنا الأعلى في هذا الأمر ويكفيهم شرفا وفخرا أن فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسوا الدنيا وانشغلوا بالآخرة قولا وعملا رضي الله عنهم أجمعين {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} سورة الفتح
ألا يستحق من أثنى الله عليه أن يقال في حقه
( ياليتني كنت معهم ) ؟!!!!!
أين شبابنا اليوم وأين أمتنا اليوم من هؤلاء القمم والعظماء ومن وطؤوا الدنيا بأرجلهم وجعلوا همهم واحدا ( رضا الله تعالى ) فوحد الله قلوبهم ... اللهم احشرنا معهم ؟!!!!!
رد ورد : يرد بعض الناس على هذا الكلام ويقول وكله انهزامية ,
أنت تعلم أننا مهما بلغنا فلن نصل إلى ما وصلوا إليه .........
ألا تستشعرون مدى انهزامية هذه الفئة ؟
إذن نرد على هذا الكلام ونقول كما قال الشاعر :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح
فما بالك لو كان التشبة بأمثال هؤلاء الذين زكاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
أخي الحبيب أختي الفاضله أمتي العزيزة :
إن الله سبحانه وتعالى عزيز وغني فلا تجعلوه بأفعالكم يستغني عنكم بل ندعوه بصدق
أن لا يوكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك فحتى نسير على الحق علينا
بمعرفة مجالس الصالحين والتمسك بها لأن فيها الخير والصواب ورضا الرحمن قبل كل شيء .
وعلينا التمسك بالكتاب العزيز والسنة المطهرة .
وحتى لا يفوتنا القطار ونأتي يوم القيامة مفلسين ونقول وقتها { يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} (73) سورة النساء
فيومها {فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} سورة الروم
صرخة في أذن كل شاب :
أخي الحبيب اتق الله واعلم أن الحلال بين وأن الحرام بين واعلم أن العمر ساعة
فاجعلها لربك طاعة ولا تنظر إلى أهل الهوى والضلال وتتحسر أنك لست منهم
ولكن اعتز بدينك وقدوتك صلى الله عليه وسلم وتحسر انك لست من العلماء
وأنك لست من المجاهدين وانك لست من الدعاة فهم من يستحقون الثناء والدعاء
في آخر المطاف :
وصلت السفينة إلى الشاطئ ولعل بوصولها وقبل النزول من ظهرها تكون هذه الكلمات
أيضا وصلت إلى القلب وعقلها وخالطها وأذابها حتى يستفيد منها ويعمل بها
فإن الله تعالى يوم القيامة لا ينظر إلى أشكالنا ولا إلى ألواننا ولكنه سبحانه ينظر إلى قلوبنا
فأروه من أنفسكم خيرا لعله يرضى عنا
اللهم اصلح قلوبنا وأعمالنا وأنفسنا وأصلح اللهم أمتنا
ولا تغيب فيك رجاءنا واجعلنا من الصالحين المصلحين ...... آمين