وَر ِع ٌترجل للغياب فغابا
وبقى لهمس الذكريات جوابا
عذب النسيم معطَّر بنعيمه
روحٌ تجلت بالتقى جلبابـــــا
أترون كيف غيابه بعيوننا
حلماً وقد سكن القلوب وطابا
لا يرتجي غير الشفاعة مغنما
فسعى يجدُّ لها خطىً وحسابا
عَمرَ المساجد بالصلاة وقلبه
سكن الخشوعُ به فرقَّ وذابا
بين الحروف تنفـَّست وقفاته
عطراً بها القرأن فاح خطابا
حمل الصيام غنيمة وسعى إلى
كلِّ النوافل لا يكلُّ طلابــــــا
يخشى الإله بوقفة فيها السؤال
إذا تيبـَّس في اللسان وخابا
رطبٌ بذكر الله فيه حلاوة
عسل الهدى بشذى التقى قد شابا
وكسا الحياة بتوبة حلَّى بها
ثوب البياض ولحية وصحابا
فتجنبت عنه الهموم لعفة
وقفت لهنَّ من الذنوب حجابا
وتنسكت فيه الجوارح رهبة
عن طاعة يرجو الزكاة ثوابا
مرَّت به الدنيا ومرَّ بها فما
ملكت عليه من الذنوب عقابا
فتحيرت في إثره وتعثرت
لما رأتهُ على السؤال أجابا