(اللّه تعالى) الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير رؤيته في المنام تختلف باختلاف السرائر فمن رآه بعظمته وجلاله بلا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل كان دليلاً على الخير وهي بشارة له في دنياه وسلامة دينه في عقباه وإن رآه على خلاف ذلك كانت رؤياه دالة على سوء سريرته خصوصاً أن لا يكلمه تعالى ومن راضه من المرضى مات لأنه الحق والموت حق وإن رآه ضال اهتدى لرؤيته الحق وإن رآه مظلوم انتصر على أعدائه وأما سماع كلامه تعالى من غير تشبيه فإنه يدل على بدعة الرائي وربما دل سماع كلامه على الأمن من الخوف وبلوغ المنى وربما دل كلامه تعالى من غير رؤيته على رفع المنزلة خصوصاً إن كان قد أوحى إليه وإن كان من وراء حجاب ربما كان على بدعة أو ضلالة وربما نال منزلة على قدره خصوصاً إن أتاه رسول قيل إن من رأى اللّه تعالى في صورة يصفها ويحدها فإن رؤياه من الأضغاث لأن اللّه تعالى لا يحد ولا يشبه بشيء من المخلوقات وقيل من رأى اللّه تعالى مصوراً في مكان فإن الرائي ممن يكذب على اللّه تعالى أو ينسب إليه ما لا يليق به ومن رأى أن اللّه تعالى يكلمه واستطاع النظر إليه فإن اللّه يرحمه ويتم عليه نعمته ومن رأى أنه ينظر إلى اللّه فإنه ينظر إليه في الآخرة ومن رأى أنه قد نزل عليه [ص 9] أو صلى عنده فاز برحمته ونال الشهادة إن طلبها وأدرك ما أمل من أمر دنياه وآخرته ومن رأى أنه يعانقه أو يقبله أو يقبل عضواً من أعضائه فاز بالأجر الذي يطلبه ونال من أجر العمل ما يرغبه ومن رأى أنه أعطاه شيئا من متاع الدنيا فإنه يصيبه بلاء وأسقام ويعظم بذلك أجره ويضاعف ثوابه وذكره ومن رأى أنه وعده بالمغفرة أو دخول الجنة أو نحو ذلك فإنه لا يزال خائفاً من اللّه تعالى مراقباً له ومن رأى اللّه تعالى ولم يستطع النظر إليه أو رأى عرشه أو كرسيه دونه فقد قدم لنفسه خيراً وإن رآه وكلمه واستطاع النظر إليه أو رآه على عرشه أو كرسيه نال خيراً وزيادة علم ومن رأى أنه يفر من اللّه تعالى وهو يطلبه وإن كان عابداً فإنه يتحول عن العبادة والطاعة وإن كان له والد يعقه ويعصيه وإن كان عبداً فإنه يتحول ويأبق من سيده ومن رأى كأن بينه وبين اللّه تعالى حجاباً فإنه يعمل الكبائر ويرتكب الآثام ومن رآه عبوساً أو غضبان عليه أو عجز عن احتمال نوره أو دهش أو رعد عند رؤيته أو جعل يسأل في الإقالة والتوبة والمغفرة فإنه يدل على الذنوب والكبائر والبدع والأهوال ومن رأى أن اللّه تعالى كلمه فإنه تحذير له ونهي عن المعاصي ومن رأى أنه يحدثه اللّه تعالى فإنه يكثر تلاوة القرآن ومن رأى أنه يحدثه ويفهم كلامه فإنه يسمع كلمة من سلطان أو حاكم وإن كان لا يفهم كلامه كان بحسب ذلك ومن رأى اللّه تعالى مسح على رأسه وبارك فيه فإنه تعالى يخصه بكرامته ويقربه منه إلا أنه لا يرفع عنه البلاء إلى أن يموت ومن رآه تعالى على صورة والد أو أخ أو ذي قربة ومودة وهو يلطف به ويبارك عليه فإنه يصيبه بلاء في بدنه يعظم اللّه به أجره ومن رأى أن اللّه تعالى اطلع على موضع أو في بيت أو نزل في أرض أو بلد أو مكان فإن العدل يشمل ذلك المكان ويكثر فيه الخير والخصب بإذن اللّه تعالى وإن اطلع على مكان وهو عبوس أو معه ظلمة فهو دمار ذلك الموضع وهلاك أهله وأصابه بلاء أو شدة أو وباء ونحو ذلك من البلايا ومن رآه عند مكروب أو محبوس أو محصور فإنه يفرج عنه ويكشف ما به ومن رأى أنه يسب اللّه تعالى فإنه جاحد لنعمته غير راض بما قسم اللّه له من الرزق ومن رأى كأنه قائم بين يدي اللّه تعالى ينظر إليه فإن كان الرائي من الصالحين فرؤياه رؤيا رحمة وإن لم يكن من الصالحين فعليه الحذر من ذلك وإن رأى كأنه يناجيه أكرم بالقرب وحبب من الناس وكذلك لو رأى أنه ساجد بين يدي اللّه تعالى ومن رأى كأنه يكلمه من وراء حجاب حسن دينه وأدى [ص 10] أمانته إن كانت في يده وقوي سلطان وإن رأى أنه يكلمه من غير حجاب فإنه يكون ذا خطيئة في دينة فإن كساه فهو هم وسقم ما عاش ويستوجب بذلك الأجر الكبير فإن رأى كأن اللّه تعالى سماه باسمه واسم آخر علا أمره وغلب أعداءه فإن رأى أن اللّه تعالى ساخط عليه دل على سخط والديه عليه ومن رأى أن والديه ساخطان عليه دل ذلك على سخط اللّه تعالى عليه ومن رأى أن اللّه تعالى غضب عليه فإنه يسقط من مكان رفيع ولو رأى أنه سقط من حائط أو سماء أو جبل دل ذلك على غضب اللّه تعالى ومن رأى مثالاً أو صورة فقيل له إنه إلهك وظن أنه إلهه فعبده وسجد له فإنه منهمك في الباطل على ظن أنه حق ومن رأى اللّه تعالى يصلي في مكان فإن رحمته ومغفرته تجيء ذلك المكان والموضع الذي كان يصلي فيه ومن رأى اللّه تعالى يقبله فإن كان من أهل الصلاح والخير فإنه يقبل على طاعته تعالى وتلاوة كتابه أو يلقن القرآن وإن كان بخلاف ذلك فهو مبتدع
ومن رأى اللّه تعالى ناداه فأجابه فإنه يحج إن شاء اللّه تعالى وأما تجليه على المكان المخصوص فربما دل على عمارته إن كان خراباً أو على خرابه إن كان عامراً وإن كان أهل ذلك ظالمين انتقم منهم وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل وربما دلت رؤيته تعالى في المكان المخصوص على ملك عظيم يكون فيه أو يتولى أمره جبار شديد أو يقوم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حكيم خبير بالمعالجات وأما الخشية من اللّه تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون والغنى من الفقر والرزق الواسع ومن رأى كأنه صار سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم ومن رأى كأن الحق تعالى يهدده ويتوعده فإنه يرتكب معصية.
:f2:
(استعاذة) من رأى أنه يكثر الاستعاذة باللّه من الشيطان في المنام فإنه يرزق علماً نافعاً وهدى وأمناً من عدوه وغنى من الحلال والحرام وإن كان مرضاً أفاق من مرضه خصوصاً إن كان يصرع الجان وربما دلت الاستعاذة على الأمن من الشريك الخائن والطهارة من النجس والإسلام بعد الكفر
:f2:
(آيات القرآن) فإن كانت آيات رحمة فإن كان القارئ ميتاً فهو في رحمة اللّه تعالى وإن كانت آيات عقاب فهو في عذاب اللّه تعالى وإن كانت آيات إنذار وكان الرائي حياً حذرته من ارتكاب مكروه وإن كانت آيات مبشرات بشرته بخير ومن رأى أنه يقرأ آية عذاب فإذا وصل إلى آية عذاب عسر عليه قراءتها أصاب فرحاً ومن رأى أنه يقرأ آية عذاب فإذا وصل إلى آية رحمة لم يتهيأ له قراءتها بقي في الشدة.
:f2:
إنجيل) من رأى من أهل الإسلام أن معه إنجيلاً تجرد للعبادة وتزهد وآثر السياحة والرياضة ولانقطاع والعزلة وإن كان ملكاً فهو عدوه وربما دلت رؤيته على الكذب والبهتان وقذف المحصنات وربما غلب في مخاصمته إن كان محاكماً وإن كان شاهداً شهد بالزور [ص 11] أو تكلم فيما لا يعنيه وإن كان مريضاً سلم من مرضه وربما دلت رؤيته على علم الهندسة أو النقل عن العلماء فيما يعلم وربما دلت رؤيته على الكتاب وأرباب التصاوير والغناء والطرب.
:f2:
(إسرافيل عليه السلام) من رآه في منامه ينفخ في الصور وظن أنه سمعه وحده دون غيره فإنه يموت وإن كان يظن أن أهل ذلك الموضع سمعوا ظهر في ذلك الموضع موت ذريع وقيل هذه الرؤيا تدل على بسط العدل بعد انتشار الظلم وعلى هلاك الظلمة في تلك الناحية ورؤية إسرافيل عليه السلام دالة على تجهيز الجيش والأسفار والمشقة والخوف والجزع والتوعد ووجود الضائع وقضاء الديون والمجازاة بالأعمال وإسقاط الحوامل وتدل رؤيته أيضا على عمران الخراب وقيل إن نفخته الأولى تدل على الوباء والثانية على الحياة ورفع الطاعون.
:f2:
(آدم عليه السلام) من رآه في المنام فإنه أذنب ذنباً فليتب منه وربما دلت رؤيته على الوالد أو السلطان أو على العلم ومن رأى أنه يذبح آدم عليه السلام فإنه يغدر بالسلطان أو يعق والديه أو معلمه ومن رأى آدم عليه السلام على هيئة نال ولاية إن كان لها أهلاً فإن رأى كأنه كلمه نال علماً وقيل من رأى آدم عليه السلام اغتر بقول بعض أعدائه ثم يفرج عنه بعد مدة فإن رآه متغير اللون والحال دل ذلك على انتقال من مكان إلى مكان ثم العود إلى المكان الأول أخيراً ومن صار آدم عليه السلام أو صاحبه أو انتقل إلى صفته فإن كان للخلافة أهلاً نالها وإن كان عالماً انتفع الناس بعلمه أو نال علماً لا يجاريه أحد من الناس وربما دلت رؤيا آدم عليه السلام على عابر الرؤيا لأنه أول من رأى المنام في الدنيا وعلم عبارتها وتدل رؤيته على الحج والاجتماع بالأحباب وربما دلت رؤيته على كثرة النسل وتدل رؤيته أيضاً على السهو والنسيان وربما دلت على المكيدة والحيلة وعلى معاشرة من يعالج الحياة أو يصنع السموم أو يرتزق من استحضار الشياطين ويتكلم على ألسنتهم وربما دلت رؤيته على اللباس الخشن والبكاء وربما دلت على تنكيد الرائي من سبب مأكول وربما دلت رؤيته على السفر البعيد وربما كان إلى الجهة التي نزل بها آدم عليه السلام وربما رزق الرائي الذكور أكثر من الإناث وإن كان الرائي مريضاً بعينه أفاق من شكواه وربما دلت رؤيته على الخدم والسجود للملوك ومن رأى آدم عليه السلام ناقص الحال ربما نقص حال كبير الرائي الحاكم عليه أو تغيرت مكاسبه أو صنعته ومن رآه في حال حسن عاد خير كبير عليه.
:f2:
(إدريس عليه السلام) من رآه في المنام أكرم بالورع وختم له بخير وصار مجتهداً في العبادة بصيراً حليماً عالماً ومن صار إدريس في منامه أو على صفته [ص 12] كثر علمه أو تقرب من الأكابر ونال المنازل العالية ومن صاحبها صاحب إنساناً كذلك وإن رآه ناقص الحال عاد نقصه على الرائي
:f2:
(إبراهيم عليه السلام) رؤيته في المنام تدل على الخير والبركة والعبادة والشيخوخة والرزق والإيثار والاهتمام بالأبنية الشريفة والذرية الصالحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعلم والهدى وهجران الأهل والأقارب في طاعة اللّه تعالى وتدل رؤيته عليه السلام على الوالد المشفق لأنه أبو الإسلام والذي سمانا مسلمين وربما دلت رؤيته على الوقوع في الشدائد والسلامة منها وربما دلت رؤيته على النكد لإصلاح ذات البين أو لما يرجوه من الخير وإن كان الرائي عالماً بالنجوم أو علم الرؤيا داخله في ذلك غلط أو خلل وربما دلت رؤيته على التشريع والمحافظة على الخير وهجران إخوان السوء وربما دلت رؤيته لمن لمسه على المحبة للّه تعالى وإن لمس عضواً من أعضاء الرائي وكان الرائي يشكو من ذلك العضو عافاه اللّه تعالى وأزال شكواه وتدل رؤيته أيضاً على الحج وإن رأت المرأة إبراهيم عليه السلام في منامها نكدت من زوجها بسبب ولد من أولادها أو يجري على بعض أولادها شدة ويسلم منها وربما دلت إن كان للرائي أولاد أن يطلق أحدهم زوجته بسببه ومن صار في منامه إبراهيم عليه السلام أو صاحبه دل على البلاء من الأعداء لكن ينصر وربما تولى ولاية أو إمامة ويكون عادلاً فيها أو يصاحب إنساناً كذلك أو يرزق بعد الإياس منهم وربما قدمت عليه رسل الأكابر بالبشارة.
:f2:
ومن رأى) إبراهيم عليه السلام فإنه ينتصر على أعدائه وينال زوجة مؤمنة وتصيبه شدة وضيق من ملك وينجو منه ومن رآه يدعوه إليه فأجابه بالتلبية وأسرع إليه رفعت منزلته وإن رآه ناداه فلم يجيبه أو رآه يتهدده ويتوعده أو رآه عبوساً فإما أن يكون متخلفاً عن الحج مع وجود السبيل إليه أو تاركاً للصلاة أو طاعناً على الإمام أو منافقاً وإن رآه كافر أسلم أو مذنب تاب أو تارك للصلاة عاد إليها ومن تحول في صورة إبراهيم عليه السلام أو لبس ثوبه أصابته بلوى وربما دلت رؤيته على ذهاب الغم والهم وأصابه الخير وإدراك الدنيا الواسعة والهداية وقيل إن رؤية إبراهيم عليه السلام عقوق للأب.
:f2: