مفكرة الإسلام: السمنة مرض العصر...في هذا التقرير السريع بعض من الحقائق حول مرض السمنة مثل السمنة في الآباء هل تضر الأبناء؟ وهل السمنة مرض معد؟ وما هي مخاطر السمنة؟ وهل تسبب السمنة العقم عند النساء؟
بدانة الآباء تعرض الأبناء للإصابة بأمراض الكبد:
من البديهي أن البدانة تحتل الآن جانبًا لا بأس به من اهتمامات علماء الطب، نظرًا لكثرة عدد المصابين بها حول العالم، وارتباطها في الغالب بالعديد من الأمراض، منها السكري وضغط الدم وأمراض القلب والمفاصل وغيرها
وحتى وقت قريب كانت أخطار البدانة تنحصر على المصابين بها فقط، لكن العلم الحديث أثبت أن هذا الداء لا تتوقف أخطاره على حامليه، بل تمتد إلى أشخاص آخرين ليس لهم علاقة بالسمنة من الأساس.
ولفك طلاسم هذه المعادلة الصعبة نسبيًا، كشفت نتائج دراسة جديدة أن وجود أب بدين في سن صغير نسبيًا قد يزيد احتمال إصابة الابن بمشكلات خطيرة في الكبد.
ووجد الد?تور روهيت لومبا من المعاهد القومية للصحة في بيثيسدا بماريلاند وزملاؤه أن الأفراد الذين ?ان آباؤهم بدناء قبل بلوغهم سن 45 عامًا ?انوا أ?ثر عرضة للإصابة بمعدلات مرتفعة من إنزيم الآنين أمينوترانسفيراز "إيه. إل. تي" الذي يشير إلى تعرض الكبد لأذى في دمائهم، مقارنة مع الذين لم يكن أباؤهم ?ذلك.
وأشار لومبا وفريقه إلى أن ارتفاع مستويات إنزيم "إيه. إل. تي" لدى عامة السكان قد يرتبط بمرض الكبد الدهني غير الكحولي وهي حالة متصلة بالبدانة، مضيفين أن أحد الأشكال الحادة والمتقدمة لمرض الكبد الدهني غير الكحولي هو التهاب الكبد التشحمي "الدهني".
ولمعرفة ما إذا ?ان لبدانة الآباء ارتباط بارتفاع مستويات إنزيم "إيه. إل. تي" بالإضافة إلى إنزيم آخر له علاقة بإلحاق أضرار بالكبد هو إنزيم اسبارتيت أمينو ترانسفيريز "إيه. إس. تي"، بحث الدارسون قياسات نسبة الإنزيمين لدى 1732 مريضًا من الرجال والنساء الذين شار?وا في دراسة فرامنجهام للقلب.
والجديد في البحث أن العلماء وجدوا أن ?ون والد المرء أصيب بالبدانة في سن صغيرة، رفع احتمالات إصابته بارتفاع معدلات إنزيم "إيه. إل .تي" الذي يرفع أخطار أمراض الكبد، بغض النظر عن وزنه الشخصي، إلا إنه لم يتضح وجود صلة بين بدانة الأمهات وارتفاع مستويات إنزيم "إيه. إل. تي".
هل السمنة مرض وراثي؟
وحول علاقة الوراثة بالإصابة بالبدانة، توصلت دراسة علمية أجرتها جامعة كوليدج بلندن، أن المعاناة من السمنة يمكن أن تكون بسبب الجينات وليس بسبب أسلوب المعيشة، مؤكدين أن الجينات تتحكم في الفوارق بين كتلة الجسم ومحيط الخصر بنسبة 77 في المائة.
وأوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة، سيعانون منهما عند البلوغ، مما سيرفع من مخاطر إصابتهم ببعض أنواع السرطان، والجلطات و السكري، لكن على الرغم من احتمال أن تكون السمنة والوزن الزائد نتيجة لبعض الجينات، فالجدل حول مدى صحة هذا الارتباط لا يزال محتدمًا.
وترى الدراسة التي قام بها باحثون من خلية بحوث السرطان بمركز بحوث السلوك الصحي البريطاني، أن إخضاع توائم للتجربة أتاح فرصة مقارنة العوامل الوراثية بالعوامل "الثقافية" والسلوكية، وتبين لهؤلاء العلماء أن تأثير المحيط على وزن الجسم أضعف بكثير من تأثير الجينات.
ومن جانبه، أوضح البروفيسور جين واردل التي رأست فريق البحث أنه من الخطأ إلقاء اللوم على الآباء فيما يخص زيادة وزن أبنائهم، إذا يبدو أن للمسألة خلفيات وراثية، لكن هذا لا يعني أن السمنة حتمية، بل يعني أن بعض الأشخاص لهم استعداد لأن يزيد وزنهم.
هل البدانة مرض معد؟
وفي نفس السياق، أفادت دراسة أمريكية حديثة بأن البدانة مرض معد اجتماعيًا وأن الأشخاص الذين يصاحبون أصدقاء لهم يعانون من البدانة قد يصابون بها أيضًا.
وأشار باحثون أمريكيون من جامعتي هارفارد وكاليفورنيا، إلى أن احتمالات إصابة شخص بالبدانة ترتفع بأكثر من 50 بالمائة وذلك إذا وجد شخص بدين في محيطه.
وأوضحت الدراسات أن 119 مليون بالغ يعانون من الوزن الزائد في الولايات المتحدة أي 64.5 بالمائة من السكان.
وفي الوقت نفسه، أثبتت أبحاث نفذت على الجرذان في أمريكا بأن السمنة قد تنجم عن استعدادات في بعض أنحاء الدماغ التي تسيطر على الشهية.
وظهرت لدى الجرذان التي تميل إلى السمنة تشوهات في مراكز دماغية تلعب دوًرا رئيسا في السيطرة على الشهية، مقارنة بأخرى لا تعاني من السمنة.
واكتشف الباحثون أن الجرذان السمينة تظهر شوائب في الخلايا العصبية في النواة المقوسة، وهي إحدى مجموعات خلايا ما تحت المهاد "هيبوثالاماس"، وتؤدي هذه الشوائب إلى إضعاف رد فعل الدماغ على هورمون "لبتين" الذي يلغي الشعور بالجوع وينظم مخزون الدهون في الجسم.
ما هي مخاطر السمنة؟
أما عن بعض الأخطار المتعلقة بالسمنة، فقد أكدت دراسة طبية أن سمنة البطن تؤدي إلى إصابة الفرد بأمراض القلب، حيث إن الخلايا الدهنية الموجودة بالنسيج الدهني المبطن لجدار البطن تفرز الكثير من المواد التي تسبب تصلب الشرايين والضغط وحدوث الجلطة، كما أنها تتسبب في خلل في نسبة الدهون الموجودة ببلازما الدم وأيضًا مرض البول السكري.
وأوضحت الدكتورة عزة أحمد علي بقسم الباثولوجيا الكيميائية والإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، أن قياس نسبة الدهن المبطن لأحشاء البطن أهم بكثير من قياس الوزن الكلي لمرضى السمنة، مشيرة إلى أن الخلايا الدهنية الموجودة بالنسيج الدهني المبطن لجدار البطن والموجودة حول الأحشاء البطنية أكثر نشاطًا من خلايا الدهن الموجودة في أماكن أخرى من الجسم البشري.
وأضافت عزة أن المواد التي تفرزها تلك الخلايا الدهنية تودي إلى ارتفاع الكولسترول المنخفض الكثافة وانخفاض مستوى الكولسترول عالي الكثافة وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية وعدم استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين الذي يعمل على انخفاض مستوى السكر بالدم.
ونصحت الدكتورة عزة مرضى السمنة بضرورة تقليل الوزن عن طريق اتباع نظام غذائي معين أو باستخدام العقاقير الطبية تحت إشراف طبي حسب حالة المريض ومتابعته عن طريق قياس محيط الوسط وقياس نسبة الدهون الثلاثية حتى يمكن التحكم في الأمراض التي تسبب أضرار القلب والأوعية الدموية.
هل من الممكن أن تسبب السمنة العقم؟
من جهة أخرى، كشف علماء من جامعة Adelaide بأستراليا عن السبب العلمي الذي يفسر تسبب السمنة في إحداث العقم عند النساء، فعلى الرغم من اعتبار السمنة عاملاً أساسيًا لحدوث العقم منذ فترة طويلة، إلا أن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها من حيث تركيزها على العلاقة المباشرة بين البدانة وبين البويضات داخل المبيض.
وأشار الباحثون إلى أن تناول النساء للغذاء الغني بالدسم من شأنه أن يسبب إيذاءً للبويضات الموجودة داخل المبيض، وبالتالي عندما يتم تلقيح هذه البويضات فإنها لن تتطور بشكل طبيعي ولن تتحول إلى أجنة بشكل سليم.